خبر صحفى

موسكو تعتزم إرسال اللقاح إلى الفلبين

يمكن أن تقوم روسيا بإرسال اللقاح الذي طورته ضد فيروس كورونا (كوفيد -19) قبل نهاية العام الجاري، وفقاً لتصريحات الرئيس التنفيذي للصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة كيريل دميترييف.

وأكد دميترييف في مقابلة خاصة مع مانيلا تايمز يوم الخميس، أنه قبل القيام بذلك، سيتعين إجراء اختبارات سريرية في مانيلا على اللقاح، وذلك بالتوازي مع اختبارات مماثلة في موسكو.

والصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة هو صندوق الثروة السيادي الذي دعم مركز غاماليا للأبحاث في تطوير لقاح "سبوتنيك V".

وأضاف دميترييف أن موسكو مستعدة لتوريد اللقاح إلى البلاد بعد أن يتم إطلاق انتاجه على نطاق واسع، وذلك في حال موافقة كل من وزارة الصحة ووزارة العلوم والتكنولوجيا على تأكيد سلامته.

وتابع دميترييف: "نعتقد أنه في حال تأكيد وزير الصحة وتعاونه معنا، فإنه يمكن توفير اللقاح بكميات كبيرة في الفلبين في شهر نوفمبر أو ديسمبر من هذا العام".

وكان القصر الرئاسي قد أكد أن اللقاح قد يرسل إلى البلاد في شهر أكتوبر.

ومع تأكيد دميترييف على سلامة وفعالية اللقاح، إلا أنه حث الحكومة الفلبينية على إجراء اختبراتها السريرية الخاصة، وأضاف مشيراً إلى المرحلة الأخيرة لاختبارات اللقاح: "نحن نعتقد أنه من المجدي إجراء الاختبارات الروسية بطريقة تسمح ببساطة للفلبين وغيرها من الدول بقبول نتائجها. وسيسعدنا إجراء اختبارات سريرية تشمل 1000 شخص في إطار المرحلة الثالثة".

وكانت عشرون دولة قد وافقت على إجراء اختبارات سريرية، معولة على الحصول على لقاح "سبوتنيك V" قبل غيرها.

وذكر دميترييف أنه إلى جانب الفلبين وروسيا، فإن السعودية والبرازيل والإمارات العربية المتحدة من ضمن الدول المهتمة بشراء اللقاح، لافتاً إلى أنه منفتح على التعاون في انتاج اللقاح داخل البلاد في حال توفر المعدات المطلوبة.

وكانت نائبة وزير الصحة ماريا روساريو فيرغيري قد أكدت خلال منتدى إعلامي سابق، ضرورة خضوع أي لقاح للاختبارات السريرية قبل جلبه إلى البلاد.

كما كشف دميترييف أنه تم تلقيح مئة شخص خلال أول مرحلتين من التجارب. وتجري المرحلة الثالثة منها بالتزامن مع تطعيم جماعي للمواطنين الروس سيبدأ الشهر الجاري.

وأضاف رئيس الصندوق الاستثماري الروسي: "نتوقع أن يجري تطعيم 40000 شخص بحلول منتصف شهر سبتمبر المقبل". ويسمح القانون الروسي بإجراء ثلاث مراحل من اختبارات اللقاح مع تأمينه للاستخدام التجاري أثناء فترة الجائحة.

وأكد دميترييف أنه سيتم خلال المرحلة الثالثة استخدام لقاح ضد الإنفلونزا كدواء وهمي، وفسر تطوير لقاح "سبوتنيك V" خلال فترة قياسية، انطلاقاً من موقع هذا اللقاح المركزي ضمن الأبحاث الجارية لتطوير لقاحات ضد فيروس إيبولا ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS)، قائلاً: "نعتقد أن مركز غاماليا للأبحاث تمكن من أن يسبق الشركات الأخرى بفضل عمله على تطوير لقاحات ضد فيروس إيبولا ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية".

وعند وقوع جائحة كوفيد -19، استخدم المركز منصة الإيصال التي استعملها لتطوير لقاحات ضد إيبولا ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، والتي تعرف بالناقل من الفيروس الغدي البشري، ويجري تطويرها اعتماداً على فيروس بشري مضعف للإنفلونزا وذلك بخلاف تقنية mRNA (الحمض الريبي النووي المرسال) التي تستخدمها شركات أخرى.

ويستخدم اللقاح آليتين للنواقل هما الناقل 5 والناقل 26، اللذان يؤمنان معاً مناعة لمدة أطول. ومن أجل ذلك، يجب تلقي جرعتين من لقاح "سبوتنيك V".

ويقول دميترييف: "يتطلب الأمر تلقي جرعتين، فبعد الجرعة الأولى، يحصل الشخص على مستوى مناعة يضاهي مستواها لدى شخص سبق له أن مرض بكورونا، أما بعد الجرعة الثانية، فإنك تصل إلى مستوى أعلى من الأجسام المضادة عما يملكه الأشخاص الذين سبق لهم الإصابة بالمرض، وبالتالي فالاستجابة المناعية ستدوم مدة أطول بكثير". وأضاف دميترييف أن تجربة النواقل القائمة على الفيروسات الغدية للإنسان شملت الكثير من الأشخاص وأنه لم تتم ملاحظة آثار جانبية، مشيراً إلى أن قرار السماح للرئيس رودريغو دوتيرتي بتلقي لقاح "سبوتنيك V" يجب أن تتخذه وزارة الصحة، ولفت دميترييف إلى أنه تلقى اللقاح وكذلك زوجته ووالداه اللذان يزيد عمر كل منهما عن 70 عاماً.

كما أجاب دميترييف على الانتقادات بشأن التسرع في تطوير اللقاح، قائلاً إن روسيا تملك إرثاً في تطوير لقاحات باستخدام منصات مختبرة وآمنة: "تخيل أنك تحصل على لقاح ضد الإنفلونزا كل عام، ولكن في كل مرة يتم تعديله قليلاً لأنه يتعامل مع سلالة مختلفة من الإنفلونزا. وهذا لا يعني أن اللقاح يخضع كل مرة لثلاث مراحل من الاختبارات من أجل الموافقة عليه. وفي حالتنا أيضاً، لدينا منصة كان يتم استخدامها بالفعل، وتم التأكد من سلامتها، وقمنا فقط بتعديلها بعض الشيء".

تم إرسال الرسالة بنجاح!

تمت إضافتك لتلقي أخبارنا، شكرا لك!